للعطور عند العرب نكهة خاصة، فاستخدامها تقليد توارثه الآباء والأجداد لسنوات طويلة، ولا يقتصر استخدام العطر على الاستخدام الشخصي فقط، بل يستخدم أيضا في المنزل ليعطي رائحة زكية تميز البيوت العربية عن غيرها.
وأكثر أنواع هذه العطور شهرة هي العطور الشرقية في الدول العربية، وتشتهر خصوصا في منطقة الخليج العربي، إذ يقبل عليها الناس بكثرة بسبب رائحتها النفاذة، ومن أشهر أنواع العطور الشرقية، العود أو دهن العود.
وتشتهر كل منطقة في العالم العربي بزيوت عطرية تميزها عن غيرها. كما قال مدير مجموعة شركات أجمل للعطور نظير أجمل، “بإمكاننا تقسيم شهرة أنواع العطور إلى ثلاثة مناطق، ففي منطقة الخليج يحتل العود المركز الأول، أما في الشام وشمال إفريقيا حتى مصر والسودان، فالورد والياسمين أهمية كبيرة كمكونات أساسية للعطر العربي”.
ولا توجد مكونات محددة للعطر الشرقي، إذ تستورد مكونات هذه العطور من مناطق مختلفة في العالم لتصنع وتخلط في مصانع بدول عربية.
ولطالما عرفت هذه العطور بالعطر العربي، ولكنها في الأصل عطور شرقية، فأصبحت هذه العطور متداولة باسم العطور العربية، لكثرة ما يستخدمها العرب، ويقول أجمل، “المسمى الحقيقي لها هو العطور الشرقية، لأن كلمة العربية تقتصر فقط على الوطن العربي”.
و يتميز دهن العود بنسبة مركزة من الزيوت العطرية فيه، ما يجعله يظل فترة أطول على الجسم والملابس، ولذلك يقبل سكان منطقة الخليج العربي عليه بكثرة لمواجهة درجات الحرارة العالية التي تتمتع بها الدول الخليجية.
و ترجع أسباب غلو أسعار العطر الشرقي إلى نسبة العطر المركزة فيه، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المواد الخام. ومن المعروف أن هذا النوع من العطر يحتوي على مكونات طبيعية من دون كحوليات، بينما يحتوي العطر الفرنسي على سبيل المثال على نسبة لا تتعدى 15 في المائة من العطر والباقي كحوليات.
كما أن عملية استخلاص دهن العود تستغرق مدة طويلة، إذ تعتمد بشكل كلي على الطبيعة، فتتكون بعض البكتيريا داخل الشجرة (والتي تعرف فيما بعد بشجرة العود) وتؤدي إلى تغيير لون الخشب، ومن ثم يتكون دهن العود بعد 25 عاما.
ويستخدم دهن العود في تعطير الجسم، في حين أن البخور مناسب لتعطير المنازل والملابس. ويدخل العود في كثير من الكريمات ومنتجات البشرة والتجميل، كما أن الزيت المصنع من العود، والذي يعرف بالمخمرية، يستخدم خصيصا لتعطير الشعر.
وتظل العطور الشرقية رمزا ثقافيا، يرتبط استخدامها بالمشاركة في الاحتفالات. إذ يقول أجمل: “تعتبر الأعياد والمناسبات الموسم الأساسي لبيع العطور الشرقية، إذ تزداد المبيعات، ويقبل الناس على شراء العطور في الفترة ما بين كانون الثاني وحتى أيار (مايو)، حيث تتمتع دول الخليج بجو معتدل و يكثر في هذا الموسم الأفراح والأعراس”.
ومؤخرا أصبحت العطور الشرقية تحتل مكانا في السوق الغربية، إذ يصدر العطر الشرقي للغرب، وينافس العطر الأجنبي. إلا أن العطور الشرقية ستظل رمزا للثقافة والحضارة العربية، التي تورث بين الأجيال.